الافتراء والدين الإلهي: المقدمة
الافتراء والدين الإلهي
تأليف: صادق خادمي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ
فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
إن الله قد اختار لكم هذا الدين، فلا تهلكوا إلا وأنتم مسلمون.
بيانات النشر
العنوان: الافتراء والدين الإلهي
المؤلف: صادق خادمي
الناشر: شيراز: فجر الانتظار، 1446 هـ
عدد الصفحات: 496 صفحة
ISBN: 978-622-7426-59-5
الشابك: 978-622-7426-59-5
تاريخ النشر: الطبعة الأولى، أغسطس 1446 هـ
التوزيع: 500 نسخة
مدير النشر: السيدة فاطمة الطباطبائي
الاتصال بالناشر: 09363235002
الاتصال بالمؤلف: 09013141336
الحقوق: جميع الحقوق محفوظة للناشر والمؤلف
المقدمة
الدين جوهر وماهية خاصة في الفرد المتدين، تمنحه التزامات داخلية وفطرية، وتعهدات بأمور غيبية محددة، تستند إلى بصيرة ومعارف تتمتع بنسبة إلهية. ولا يرمي الدين إلى شيء سوى تحصيل رضى الباري عز وجل بوعي، والتقرب التكويني إلى الله من خلال الولاية وتطبيق الأحكام الإلهية. هذا الكتاب محاولة للإجابة عن تساؤل جوهري: ما حقيقة الدين، وكيفية النسبة الإلهية، وحقيقة هذا الالتزام؟ وما منشؤه التكويني؟ وكيف هو؟ ولماذا هو؟ ولأي غرض يجب أن يكون؟ وكيف ي Vicنبغي أن يكون؟ وما الذي يجعله يتعرض للضرر والآفات فيفقد إلهيته، ليصبح بدعة منحرفة وافتراء؟
علم الأديان، وهو علم تاريخي، يمثل بحثًا منهجيًا في الأديان المختلفة حول العالم، بهدف تحديد وجهات النظر المشتركة والمتشابهة، ونقاط الاختلاف بينها، ودراسة مبادئها وأصولها، أو ممارساتها وفروعها. لفهم ماهية الدين، يلزم امتلاك معرفة بتاريخ الأديان وأدق آراء العلماء فيه والاستفادة منها. ولتفسير ماهية الدين والعناصر المؤثرة فيه، خاصة تفسير الطابع الفطري للدين، كان لي اهتمام خاص بالأديان القديمة في نطاق إيران الطبيعية. في هذا الكتاب، أتحدث عن نظام الحكمة الدينية، الذي ينبغي أن نستقي منه تفسير الدين الفطري، وقد قدمت بعض الشخصيات الحكيمة كنماذج للدين الفطري. الدين الفطري ينقل، من خلال التشابه والتقليد اللاواعي، وبناء العلاقات، والتعايش، والتجاذب، المواقف والعواطف المتسقة والملائمة عبر الغيرة والإخلاص للنموذج. هذا الكتاب، في مسار معرفة الدين، يمارس الفلسفة بمنهج الحكمة الإشراقية، ويسعى لاستخدام العقلانية في إدراك حقيقة الدين.
في هذا السياق، لا تتطابق البيانات التاريخية للأديان تمامًا مع الأحداث التاريخية، ولم ينعكس التاريخ كما كان في الوثائق والتأريخ. لذا، لنقد الأحداث التاريخية المروية، اعتمدت على العقل التاريخي، والاستنتاج والتحليل العقلاني، إلى جانب المنهج التجريبي والمخبري، وجمع الأدلة، وروايات أقوى المؤرخين، وقراءات أقل تشوبًا، ليكون هذا البحث قويًا وفعالًا، بل ويكشف عن زوايا من الغموض في أهم الحقائق التاريخية وأكثرها تأثيرًا في تاريخ الأديان وبعض الحكام الحكماء ذوي الفطرة الدينية في إيران الثقافية، ليجد البحث مسارًا واضحًا.
في مسار فهم الفطرة الدينية والمنحى الولائي لإيران الثقافية، مع الإشارة إلى أننا نواجه حدثًا تكوينيًا غير عبادي، فإن الروايات التاريخية، وحتى النصوص المقدسة، مهما بلغت من صحة الوثيقة التاريخية، لا تملك علية في القبول، بل لا تتجاوز الاقتضاء. وإذا لم تدعم الدراسات والبحوث العقلية والعلمية محتوى الرواية، فإن صحة الوثيقة لا تكون سببًا لصحة المحتوى أو وجوب قبوله. وعلى العكس، إذا افترضنا أن وثيقة تاريخية ضعيفة أو غير صحيحة أو مزيفة، لكن المحتوى والدلالة سليمان، ولهما فلسفة قوية ولا تقبل الخلل لهذا المنحى التكويني، فبجمع الأدلة والوثائق الكافية، يمكن إثبات ذلك الحدث، ولا يكون ضعف الوثيقة سببًا لرفضه.
لا يهدف هذا الكتاب إلى الحديث عن البدع الدينية، وهي ليست قليلة، ولا عن الأديان المتأثرة بالافتراء أو المشوبة بالأساطير أو الأديان المزيفة والمصطنعة، التي تكثر أيضًا، لأن هذه المناقشات حول أحداث منسية لم تعد مشكلة مجتمعنا اليوم، ولا فائدة منها. بل يركز الكتاب على البحث في الأديان الرئيسية الحية في إيران الخالدة، التي لها منشأ إلهي بواسطة حكيم فاضل، وتعبر عن حقائق خالدة، تنبع من حكيم عقلاني، وكونها مدونة، فهي قابلة للدراسة التاريخية، ويمكن تحليل النصوص المقدسة وتفكيكها فلسفيًا.
في هذا الكتاب، أرجع مباشرة إلى النصوص المقدسة للأديان الحية والمهمة، وأناقش وأنتقد التأريخ. تتسم الدراسات الدينية بنظرتين: داخلية وخارجية. في هذا الكتاب، استفدت من مزايا كلا المنهجين بالتزام علمي ونقدي، وبعيدًا عن التعصب لدين أو الأغراض السياسية أو الشبهات المثيرة للدين.
وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ
صادق خادمي
يوليو 1446 هـ