در حال بارگذاری ...
Sadegh Khademi - Optimized Header
Sadegh Khademi

الفصل الرابع: تنفس الهواء النقي

الفصل الرابع: تنفس الهواء النقي

التنفس الصحيح، العميق والممتد في هواء نقي وصحي، هو ركن أساسي لصحة الجسد وأهم غذاء يصل مباشرة إلى روح الإنسان، فيحافظ على حياته وقوته، ويُشكل جودة جسده وباطنه. يتحقق التنفس الصحيح من خلال ممارسة الرياضة، خاصة تسلق الجبال أو الأنشطة البدنية، مع الحفاظ على نظافة الفم، الأنف، وممرات الجهاز التنفسي.

أفضل وقت للتنفس الصحي في الهواء النقي هو الصباح الباكر، حيث تكون نسائم الصباح مشبعة بأنقى وأفضل أنواع الهواء. تتحسن ثلاث سمات إنسانية رئيسية – الحياة، الحركة، والسرعة – بفضل التنفس الصباحي. ويُساعد استنشاق الهواء النقي مع تناول طعام جيد في الوقاية من آلام العظام ومشكلات الركبة.

النوم العميق في الصباح يُهيئ الجسد لحالة الاستعداد، والتنفس الصباحي الصحيح يمتلك القدرة على إصلاح حيوية الجسد بسرعة. ويُعزز هذا الإصلاح بالتمارين الرياضية المعتدلة والنشاط اليومي حركة وسرعة متوازنة للجسد.

في إطار الحماية الذاتية، لا يُعد التنفس في الهواء النقي مجرد حاجة طبيعية فحسب، بل يمكن أن يكون بمثابة دواء وعلاج. فاستنشاق الهواء النقي فعّال في علاج بعض الأمراض. بينما وضعت العلوم المعاصرة قواعد لـ”العلاج بالماء” وتحدثت عن سوء التغذية، لم تُعطِ بعدُ “العلاج بالهواء” مكانته كثقافة عامة، ولم تولِ الاهتمام الكافي لتوصيات تجنب سوء التنفس أو استهلاك الهواء الملوث. فالهواء يتمتع بقدرة اختراق أعلى من الماء، وبالتالي يمكن أن يكون أكثر فعالية في علاج الأمراض. ففي التغذية، الماء والمشروبات أهم من الطعام والمأكولات، والهواء أهم وأكثر تأثيرًا من الماء.

يرتبط تنفس الهواء النقي والتنفس العميق الممتد ارتباطًا مباشرًا بجودة الحياة، تحسينها، وإطالة العمر.

التنفس العميق والممتد

يجب أن يكون التنفس عميقًا وممتدًا. يُستنشق الهواء من الأنف بعمق، لتمتلئ الرئتان، البطن، الجلد، بل الجسد بأكمله بأكبر كمية من الهواء، بحيث يتدفق الهواء في كل أنحاء الجسد (وليس فقط بروز البطن بفعل امتلائها بالهواء). ثم يُطرد الزفير من الفم. في التنفس العميق، يستغرق الشهيق من الأنف من خمس إلى عشر ثوانٍ، يُحبس النفس لمدة خمس إلى عشر ثوانٍ، ثم يُطرد الزفير من الفم لمدة خمس إلى عشر ثوانٍ.

تُساهم تمارين التنفس العميق والممتد (التنفس الحجابي) في زيادة إمداد الأكسجين للجسد، تحسين أداء الجهاز التنفسي، خفض مستويات الكورتيزول والتوتر، تعزيز التركيز والهدوء العقلي، تقليل ضغط الدم، وتحسين عمل الجهاز العصبي اللاودي (جزء من الجهاز العصبي الذاتي).

تمارين التنفس هي الخطوة الأولى القوية لتحقيق الصحة الروحية. فحماية الجسد من البرد والحرارة الخارجية غير الطبيعية والمقاومة ضدهما تنبع من السيطرة على التنفس العميق والممتد الذي يتدفق في كل أنحاء الجسد. في هذه الحالة، يصبح الجسد لينًا، نشيطًا، رشيقًا، وقابلًا للنهوض.

تنشأ العديد من الأمراض – مثل الانتفاخ، ضعف الجسد، الوساوس، واضطراب الذهن – بسبب التنفس غير الكافي وغير الممتد. فالتنفس الناقص، القصير، والمتقطع يُكدر لون البشرة، يُسبب التجاعيد، يُضعف القلب، يُسبب ألمًا في القلب، يُبطئ الأذينات، يرفع ضغط الدم، يُعطل عمل الأوعية الدموية، ويُسبب مغصًا.

للحصول على تنفس صحي، يجب أن تكون الرئة سليمة وأكياس الهواء فيها نشطة وحيوية. والشهيق والزفير الناقصان يُشيران إلى ضعف الرئة وعدم نشاط أكياس الهواء.

لتحقيق تنفس عميق وممتد، يلزم ممارسة الرياضة لمدة عشر إلى خمس عشرة دقيقة يوميًا، حتى يعتاد الجسد على التنفس الممتد من خلال الحركة، الجهد، والتعرق. وللحصول على تنفس ممتد، يجب الجمع بين الرياضة وتمارين التنفس حتى يصبح هذا النوع من التنفس عادة تلقائية للجسد.

عند الجلوس، يجب أن تكون طريقة الجلوس بحيث لا تنضغط الرئتان أو تتجعد. فوضعية الصدر والبطن أثناء الجلوس تؤثر على التنفس الصحي والممتد.

الأشخاص الذين يتنفسون تنفسًا ناقصًا ولا يمارسون الرياضة بما يكفي لحبس أنفاسهم لبضع دقائق، يرتدون ملابس فضفاضة ويمشون بتراخٍ وبلا حيوية. هؤلاء معرضون لخطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

للحصول على تنفس صحي وممتد، يجب ممارسة الرياضة، العيش في هواء نقي وصحي، والحفاظ على علاقة حية ومباشرة مع الهواء النقي.

التنفس من الأنف يجعل الهواء رطبًا داخل الأنف، فتستهلكه الرئة رطبًا. أما التنفس من الفم فلا يُرطب الهواء، إذ لا يختلط اللعاب بالهواء بسبب كثافته لترطيبه. فالأنف يُرشح الهواء، يُسخنه، ويُرطبه، وهو أمر مفيد لصحة الرئتين، بينما يفتقر التنفس من الفم لهذه الفوائد ويمكن أن يُجفف ممرات التنفس.

للتنفس العميق والصحي، يجب فتح المعدة وملؤها بالهواء كما يُنفخ البالون. فطول العمر يعتمد على اتساع وتمدد المعدة، الأمعاء، الأوعية، والأعصاب، التي تُشبه المشيمة في رحم الأم الحامل، وتحيا بالتنفس الممتد والصحي في هواء نقي. تُوسع الرياضة الرئتين بالكامل وتُبردهما، فيشعر الإنسان مع اكتمال التنفس بأن باطنه وقلبه يتحركان. فإذا توقفت مروحة الحاسوب، يسخن معالجه (CPU). ومروحة تبريد محرك الإنسان هي رئته.

التنفس الممتد يُعزز إضاءة العين، يُنظم ضغط الدم، يقوي القلب، ويفتح صمامات القلب والأوعية الدموية.

لعلاج ارتفاع ضغط الدم، يجب ممارسة الرياضة لجعل التنفس ممتدًا وصحيًا. وسنذكر أن التدحرج هو أفضل رياضة أساسية، وقيمتها تفوق رفع الأثقال. فالحمير معتادة على هذه الرياضة، إذ تتدحرج في التراب، ولذا يكون نفسها ممتدًا وقويًا، وصوتها مكتمل ومناسب في مقام البيات.

في التنفس الصحي والممتد، يجب ألا يكون الهواء ملوثًا، محصورًا، متعفنًا، أو مشبعًا بالكربون، بل ينبغي أن يكون نقيًا وغنيًا بالأكسجين.

استهلاك الهواء الملوث قاتل تدريجيًا، إذ يُعطل الأعضاء واحدًا تلو الآخر. تُسبب تلوث الهواء ضعف الذاكرة، صعوبة التعلم، عدم القدرة على التركيز، الشعور بالاختناق والضيق، الاكتئاب، التوتر، قلة الصبر، وانخفاض المقاومة والمرونة أمام الأمراض. وترتبط تلوث الهواء بأمراض الجهاز التنفسي (مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن الذي يحد من تدفق الهواء ويصعب التنفس)، أمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى الاضطرابات العصبية (مثل الخرف). أظهرت الدراسات أن التعرض الطويل للجسيمات العالقة (PM2.5) بقطر ديناميكي هوائي 2.5 ميكرومتر أو أقل، بسبب صغر حجمها، يمكن أن يتغلغل إلى أعماق الرئتين وحتى مجرى الدم، مما يؤدي إلى ضعف إدراكي، نقص التركيز، وزيادة مخاطر الاكتئاب والقلق.

في الشتاء، يجب ترك منفذ للهواء النقي الخارجي، بفتح جزء من الباب أو النافذة، وعدم رفع حرارة المدفأة، الرادياتير، أو أجهزة التدفئة الأخرى بشكل مفرط.

في الهواء الملوث أو الراكد، لا ينبغي التنفس بعمق لمنع الميكروبات من اختراق أعماق الجسد، بل يُفضل التنفس القصير ليخرج الميكروبات فور دخولها.

لتحديد مستوى التلوث، يُنصح بالنظر من الأعلى إلى الأسفل لتقييم درجة التلوث. فالتنفس الملوث يُشبه الحقن الملوث، أي إدخال الميكروبات إلى الجسد، وعلاجه يكمن في التنفس العميق في هواء نقي ومفتوح. للأسف، بسبب الإهمال في حماية البيئة وعدم تقييد الملوثات، يهدد تلوث الهواء ليس فقط طهران بل حتى شمال البلاد.

من المشكلات الحالية استنشاق الهواء الملوث، ويصبح أكثر ضررًا إذا كان جافًا، مما يرفع معدلات الوفيات. وحاليًا، لا تُولى إحصاءات الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء اهتمامًا كافيًا ولا تُنشر.

أفضل دواء للحياة، الحيوية، وطول العمر هو استهلاك الهواء النقي والصحي. فالتنفس العميق والممتد في الهواء النقي غذاء للجسد. يمكن للإنسان أن يملأ معدته بالهواء النقي، فيمنع الإفراط في الأكل، زيادة الوزن، والسمنة. وبالسفر إلى منطقة ذات هواء نقي وصحي والتنفس العميق فيه، يمكن تجربة زوال الجوع.

الهواء، مثل الورق، يحترق بسهولة، يفسد، ويتلوث. ففي الأماكن المغلقة، يصبح الهواء بحرارة المدافئ وأجهزة التدفئة مطبوخًا، محروقًا، فاسدًا، ملوثًا، وخطيرًا، وقد يُسبب التهيج، السرطان، أو أمراضًا خطيرة أخرى.

يجب ألا تُحرم العينان والرئتان من فضاء السماء للحصول على أفضل تغذية. فمن لا يستهلك الهواء النقي ويقطع اتصاله المباشر بالسماء، بحيث لا يراها ولا يستنشق من هوائها النقي، يُشبه جثة منتصبة متحركة محبوسة في قبر من الهواء غير الصحي والملوث.

نظافة ممرات التنفس

إلى جانب نقاء الهواء، يجب أن تكون ممرات الجهاز التنفسي – أي الفم، الأنف، اللسان، الأسنان، وخلف اللوزتين – نظيفة مع الالتزام بنظافتها. فالملوثات والمواد الضارة في هذه الممرات تختلط بالهواء المستنشق، فتُلوث الجسد والباطن.

استنشاق الهواء النقي من خلال ممرات نظيفة وجهاز تنفسي صحي يُعزز القوة ويُرسخ صلابة الجسد.

بما أن العديد من الأمراض تدخل الجسد عبر الهواء ومن خلال الأنف والفم، يمكن تطهير هذه المنطقة للوقاية من التهابات الجهاز التنفسي، تحسين جودة التنفس، وتقليل التهاب ممرات الهواء، باستخدام محلول ملحي (ماء وملح) لشطف الأنف. يُقلل شطف الأنف من الحمل الميكروبي ويزيل المواد المسببة للحساسية، مما يخفف التهاب ممرات التنفس. كما يمكن إذابة ملعقة صغيرة من عصير الليمون في نصف كوب ماء، واستخدامها يوميًا أو كل ثلاثة أيام إما لغرغرة الحلق أو تقطيرها في الأنف.

الغرغرة أو شطف ممرات الأنف بمزيج الماء وعصير الليمون يقي من أمراض الرئة. فالأنف هو ممر التنفس، وتطهيره يسمح بوصول الهواء النقي إلى الرئتين ثم إلى القلب، مما يُساهم في الحفاظ على صحة القلب.

تلوث اللعاب

إلقاء اللعاب في أماكن مرور الناس يُلوث البيئة ويُعرض الأفراد لميكروبات ناقلة للأمراض. فاللعاب قد يحمل مسببات الأمراض مثل الفيروسات والبكتيريا، وإلقاؤه في الأماكن العامة يزيد من مخاطر انتقال الأمراض المعدية. يتحلل اللعاب تحت حرارة الشمس وينتشر، فتدخل ملوثاته إلى أجساد الأفراد، خاصة الرئتين والمعدة، عبر التنفس والاستنشاق، مما يُعرضهم للإصابة بالميكروبات.

يمكن تقليل مخاطر التهابات الفم والجهاز الهضمي وتحسين صحة الفم بالالتزام بنظافة الفم باستخدام غسولات فم طبيعية وتنظيف الأسنان بالفرشاة. فالنظافة الفموية تُقلل من البكتيريا المسب; المسببة للأمراض. والنظافة الفموية تُقلل من مخاطر التهابات الفم بتقليل البكتيريا المسببة للأمراض، مع التركيز على أهمية استخدام غسولات الفم الطبيعية للحفاظ على التوازن البكتيري في الفم.

آیا این نوشته برایتان مفید بود؟

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

منو جستجو پیام روز: آهنگ تصویر غزل تازه‌ها
منو
مفهوم غفلت و بازتعریف آن غفلت، به مثابه پرده‌ای تاریک بر قلب و ذهن انسان، ریشه اصلی کاستی‌های اوست. برخلاف تعریف سنتی که غفلت را به ترک عبادت یا گناه محدود می‌کند، غفلت در معنای اصیل خود، بی‌توجهی به اقتدار الهی و عظمت عالم است. این غفلت، همانند سایه‌ای سنگین، انسان را از درک حقایق غیبی و معرفت الهی محروم می‌سازد.

آهنگ فعلی

آرشیو آهنگ‌ها

آرشیو خالی است.

تصویر فعلی

تصویر فعلی

آرشیو تصاویر

آرشیو خالی است.

غزل

فوتر بهینه‌شده