در حال بارگذاری ...
Sadegh Khademi - Optimized Header
Sadegh Khademi

الفصل الحادی والعشرون: النشاط الجنسي الصحي

الفصل الحادی والعشرون: النشاط الجنسي الصحي


الجنسانية والدور الأساسي للرجل والمرأة

الجنسانية، وما يرتبط بها من أدوار الرجل والمرأة، التي تنبثق عنها ألقاب متعددة كالأب والأم، والزوج والزوجة، والابنة والابن، والخال والعم والعمتان، هي أوصاف حقيقية، لا افتراضية. ومن ثم، فإن كلًا من هذه الأدوار يُحدث آثارًا جوهرية في شخصية الفرد، متميزة عن الآخر. إذا لم تتشكل هذه الأدوار وما يتبعها من ألقاب بطريقة صحيحة ومناسبة للفرد، فإن ذلك يؤدي إلى اضطرابات نفسية وخلل في التوازن العقلي والعاطفي.

العلاقة الجنسية، والتي تشمل التفاعل الحميم والتوافق العاطفي والجسدي، ليست مجرد وسيلة للمتعة والإشباع، بل هي جزء لا يتجزأ من الحياة يرتبط بالحميمية، والارتباط العاطفي، والقرب، والحب، والوحدة الروحية التي قد تصل إلى درجة الاتحاد اللامادي. علاوة على ذلك، فإن النشاط الجنسي الصحي، إلى جانب الرياضة، يمكن أن يؤثر إيجابيًا على وظائف الدماغ، بما في ذلك الحفاظ على حيوية الخلايا العصبية وتجديدها. ومع ذلك، فإن التعلم النشط والمستمر والتدريب العقلي يعززان بقاء هذه الخلايا بشكل أكبر.

إن القدرة الجسدية وحدها لا تكفي لتحقيق الإشباع الجنسي للفرد أو شريكه، بل إن النشاط الجنسي الصحي يتطلب معرفة ووعيًا، إلى جانب الثبات العاطفي، والحب، والإيمان. ففي الأسرة التي يتمتع ربها بالوقار، والنبل، والقوة، والثبات، يشعر أفرادها بالطمأنينة، ويرون فيه رجلًا حقيقيًا. وهذا يزرع في نفوسهم الشجاعة والثقة، فلا يخشون شيئًا.

من لا يملك الرغبة أو الحب أو الميل نحو الجنس المكمل أو النشاط الجنسي الصحي، قد يصاب بالهواجس، والوساوس، والتشنج العقلي، والجمود، ومشكلات صحية مثل الإمساك المزمن. إن العلاقة الجنسية الصحية والشاملة، مثل الرياضة، يمكن أن تعزز الرضا عن الصحة النفسية، وترفع مستوى الثقة، وتزيد من الحميمية والحب في العلاقات الإنسانية، وتساهم في تقليل التوتر والقلق، وتعزيز السعادة. وقد أكدت الدراسات النفسية والمتعلقة بالصحة الجنسية أن النشاط الجنسي الصحي المصحوب بالحب والحميمية يدعم الصحة النفسية ويقلل من التوتر.

الرجولة والأنوثة: أسس العلاقة الزوجية المستدامة

لكي تكون المرأة امرأة بكامل أنوثتها، ولكي يكون الرجل رجلًا بكامل رجولته، يجب أن يحتفظ كل منهما بجنسانيته الحقيقية بشكل صحي وقوي. فكم من الرجال الذين يمتلكون طباعًا أنثوية، وكم من النساء اللواتي يتصفن بصفات ذكورية، مما يجعل الجنس الآخر غير قادر على تكميلهم. من يعاني من عدم الرضا المستمر والطبيعي عن جنسانيته قد يكون لديه طباع أنثوية في هيئة ذكورية، أو طباع ذكورية في هيئة أنثوية.

من الناحية النفسية، يمكن للرجل والمرأة أن يحظيا بحياة زوجية مستقرة إذا كانت الأنوثة والرجولة لديهما ثابتة، دون أن يتخلى أحدهما عن دوره الجنساني. فإذا ابتعد أحدهما عن أنوثته أو رجولته، وفقد مكانته الجنسانية الخاصة، فإنهما سيواجهان النزاعات والصراعات. ذلك لأن المرأة في هذه الحالة لا تمارس أنوثتها للرجل، فيظل الرجل متمنيًا امرأة تمارس أنوثتها وتكون زوجة له، وكذلك المرأة تتوق إلى رجل يمتلك الرجولة وصفاتها.

معيار الأنوثة والرجولة لا يقتصر على مظهر الأعضاء التناسلية، بل إن الميول الجسدية الغالبة هي التي تحدد الجنسانية. فالجنسانية أمر نسبي، متدرج، وله وجه غالب. لذا، لا ينبغي النظر إلى المظهر الجسدي والجنسانية الظاهرة بنظرة سطحية، متجاهلين الجوهر الجنساني الذي قد يكون له غلَبة في الجنس المقابل. فعلى سبيل المثال، نعومة شعر المرأة ولطافته تدل على صفاتها الأنثوية، بينما خشونة الشعر وكثافته تشير إلى صفات ذكورية لدى الرجل. كما أن من جماليات المرأة أدبها، ووقارها، ونبلها، وتأنيها في الحديث.

طباع المرأة معقدة، متشعبة، متنوعة، وصبورة، قادرة على إخفاء كل شيء، لأنها تسعى إلى التوافق والعيش في أمان. أما الرجل فهو من يفقد السيطرة بسرعة وينهار تحت الضغوط، بينما المرأة قد تحمل في داخلها كراهية للرجل بسبب ضغوطه وإساءاته، لكنها لا تظهر ذلك ولا تُبدي أي رد فعل. فالمرأة شديدة التحفظ والغموض.

تمتلك المرأة نزعة إلى التباهي، ولكل حالة تباهٍ لديها أسلوب يناسب السياق لإظهار كمالها أو فخرها. وهي تميل إلى المبالغة في إبراز ما تفتقر إليه، وهذا التباهي دليل على اضطرابها الداخلي. أما الرجل الواعي والقوي فهو من يمنح زوجته التوازن والطمأنينة والسكينة.

إن الإدمان على الممارسات المحرمة مثل المثلية الجنسية، والتي للأسف تزداد انتشارًا بين الفتيات والنساء، يسلب المرأة جنسانيتها، ويقوض أنوثتها ورجولة الرجل، ويحول تدريجيًا جنسانيتهما، حتى يصبحا غير قادرين على الاستمتاع بالجنس المكمل الطبيعي، بل ينفرون منه، ويفقدان القدرة على الزواج والمحبة الصحية وتكوين أسرة.

إذا كان الجسد غير صحي، فقد يكون مصدرًا للضعف والعجز الجنسي. فالنشاط الجنسي في إطار قوي وعاشق يتطلب جسدًا صحيًا. أما الجسد الضعيف وغير الصحي فقد يصاب بالرعشة، والنسيان، وتسرب البول، والقذف اللاإرادي.

بهجة الأنوثة وحيويتها

في جانب النساء، المرأة الصحية هي التي تتمتع بالبهجة والسرور. فإذا كانت المرأة امرأة حقًا، فإنها تسعى للحفاظ على نضارتها وحيويتها وبهجتها. وإذا امتلكت المرأة بهجة أنوثتها، فإنها تهتم بأناقتها الخارجية، وتفخر بالزينة والحلي والتجمل.

المرأة التي تتمتع بالنضارة ونشأت بصحة جيدة لا تستطيع العيش بدون رجل. فالحياة بدون رجل بالنسبة لها موت في القلب. الحاجة الأولى للمرأة في حياتها هي الحب، ومن الضروري أن تحب رجلًا متميزًا بالكمال، وتشركه في كل شؤونها، دون أي حاجز أو سر بينهما. ترى المرأة في الرجل ملاذها الآمن ومظلة راحتها وأمانها الدائم. ومع ذلك، فإن كمال الرجل هو الذي يجعل المرأة مكرسة له وحده، وليس محاولة الرجل لتقييدها بأوامر أو سيطرة.

النساء الصحيحات اللواتي يقدّرن بهجتهن لا يرحبن بالتقدم في العمر، ويشعرن بالضيق من كبر السن، على عكس الرجل الذي يستقبل الشيخوخة بفخر ويعتز بتقدمه في العمر.

الدورة الشهرية والحساسية العاطفية

قبل حلول الدورة الشهرية، تشعر المرأة لا شعوريًا بقرب موعدها، فتصبح متقلبة المزاج، سريعة الغضب والانفعال. يجب على الزوج في هذه الفترة أن ينتبه إلى اقتراب موعد الدورة، وأن يعزو انفعالاتها وحساسيتها إلى التغيرات الطبيعية في جسدها، وأن يتعامل معها بلطف ورفق ورقة.

يمكن تخفيف آلام الدورة الشهرية بالاستراحة وتناول مغلي الشمر، مما يساعد على تحسين المزاج. فتناول مغلي الشمر والراحة يقللان من الالتهاب والتوتر، وبالتالي يخففان من آلام الدورة.

القدرة على الرقص كمظهر للبهجة

من عوامل البهجة ومظاهر سرور المرأة قدرتها على الرقص. فالمرأة القادرة على الرقص تسعى لإبراز جمال حركاتها وتناسق جسدها وجاذبيته. الرقص محاولة لتحرير الذات وإظهار ما تملكه من مواهب متأصلة في كل إنسان. يتنوع الرقص بتنوع كبير، وبعض أنواعه لها فوائد علاجية، مشابهة للعلاج بالموسيقى.

في “العلاج بالرقص”، يمكن أن تعالج العديد من حالات التهاب المفاصل. وفي العلاج الطبيعي، يُوصى بأداء حركات موزونة معينة. إن دراسة تركيب الهيكل العظمي للإنسان تكشف أنه لا يمكن الحفاظ على صحته إلا من خلال الحركات الموزونة وطبيعة الرقص.

يبرز الرقص جماليات الجسد، ولطافته، وتفاصيله، وروائع خلقه، خاصة في جسد المرأة، ويدعو الزوج لاستكشاف أسرار هذا الجسد العجيب في تعرجاته وحركاته الموزونة. يعبر الرقص بحركاته المتناسقة عن النشوة، والحب، والحماس، والشوق، وأسرار القلب، ويطرد من النفس اليأس، والخوف، والجمود، والتكاسل، ويوفر أرضية نقية لتخليد الذكريات العاطفية. فالرقص اللطيف يعبر عن الحب، والرقص المتقن يبرز النعومة والدلال.

الموسيقى وتأثيرها النفسي والجسدي

فيما يتعلق بالموسيقى كعامل لإثارة البهجة، يمكن القول إن الأنغام الموسيقية تتألف من مقامات، ولكل مقام زوايا وأنغام متنوعة تصل إلى أكثر من مئة نوع. كل مطرب موهوب يمكن أن يمتلك أسلوبًا خاصًا به. فعلى سبيل المثال، يتألق بعض المطربين في مقام الشور، وآخرون في مقام بيات ترك بصوت نقي ومتناسق، أو كما فعل بعض الأساتذة الذين خلقوا ألحانًا ملكوتية خالدة بمهارتهم العالية رغم قيود صوتية معينة.

اختيار الموسيقار لمقام أو زاوية معينة قد يكون انعكاسًا للاوعيه، وربما ينبئ بمستقبله، حيث تنبثق الألحان من أعماقه لتعبر عن أحداث قادمة، كما لو كانت حلمًا تحذيريًا. تؤثر الموسيقى بمقاماتها وأنغامها المختلفة على الجسد والنفس بطرق متنوعة، مثل الأدوية التي لكل منها علاج مختلف. فبعض المقامات تلطف الطبع، وتجعل الإنسان أكثر رقة، ولطفًا، وسكينة، وتقلل من العنف والعدوانية. ويظهر بين الموسيقيين الكثير من النبل والإحسان والتكافل الاجتماعي.

مقامات مثل الچارگاه أو بيات ترك تناسب الشباب، لكن الإفراط في استخدامها للأطفال قد يسبب التوتر والخوف، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم. كما أن الإفراط فيها قد يولد العدوانية حتى لدى الشباب. أما مقامات مثل إصفهان، وهمايون، وأفشاري، وساقي‌نامه، فهي مهدئة وتساعد على النوم العميق والمريح للأطفال دون ضرر. هذه المقامات تخفف التوتر وتهدئ الأعصاب.

إن الإفراط في استخدام مقام إصفهان، حتى لفترة قصيرة، قد يجعل الإنسان لينًا لدرجة أنه قد يعفو عن قاتل والده بسهولة. لذا، يجب التعامل مع الموسيقى كدواء أو توابل مثل الزعفران والثوم، لا يمكن الإفراط في استهلاكها ولا التخلي عنها كليًا، لأن كلا الحالتين تؤدي إلى اضطرابات نفسية. فالإفراط في الموسيقى يضعف الإرادة، بينما الامتناع عنها يجعل الإنسان متصلبًا وجامدًا.

الإشباع المستمر من الزوجة

من نقاط قوة إدارة الرجل قدرته على الإشباع المستمر لزوجته. إذا شعرت المرأة أن زوجها لا يجد فيها إشباعًا، فإن البيت، مهما كان فخمًا ماديًا، يصبح في نظرها كوخًا خاليًا من الرجولة، مما يخلق فجوة وانفصالًا بينها وبين زوجها. لكن المرأة لا تستطيع الابتعاد عن أنوثتها، وهذا قد يدفعها إلى البحث عن رجال آخرين.

استمالة الدلال والغنج

المرأة التي تسود فيها الصفات الذكورية لا تقتنع باستمالة الدلال والغنج. فهي لا تستمتع ببعض الأمور أثناء العلاقة الحميمة مع زوجها، على عكس المرأة التي تسود فيها الأنوثة، والتي قد تجد المتعة حتى في الأذى الطفيف من زوجها أثناء العلاقة.

المرأة الأنثى تتسم بالرشاقة في الحركات الموزونة اللطيفة، وتستمد منها طاقة إيجابية وصحة نفسية. فالحركات الموزونة اللطيفة تحفز إفراز الإندورفين، مما يحسن الطاقة والمزاج.

البساطة الأنثوية

إذا كانت المرأة أنثى حقًا، فإنها تتسم بالبساطة، وتأخذ كل المزاح على محمل الجد، وتتخذه ذريعة للتذمر. لذا، يجب على الزوج تجنب المزاح الذي قد يجرح مشاعرها.

من المزاح الذي تحسّ المرأة تجاهه ولا تتسامح معه هو تفضيل الرجل لامرأة أخرى، ولو على سبيل المزاح. في هذه الحالة، تفقد المرأة ثقتها بزوجها، وتلجأ إلى التذمر لاختبار مدى إخلاصه وتعلقه بها. فإذا فقدت المرأة ثقتها بالرجل، قد تلجأ إلى الغرباء لإشباع رغباتها، ظنًا منها أن الغريب قد يكون أكثر وفاءً.

دعم الحب وقوة الأنوثة

النساء اللواتي يحافظن على أنوثتهن ولم ينحرفن عن جنسانيتهن يشكلن دعامة قوية للرجال بحبهن ومودتهن. فالمرأة تمتلك قدرة تحمل أكبر من الرجل، إذ تستطيع تربية أبنائها بمفردها في غياب الزوج، بينما الرجل لا يستطيع، حتى لفترة قصيرة، أن يرعى أبناءه أو نفسه بدون زوجته.

يتعرض الرجل لصدمات نفسية نتيجة التحديات والصعوبات الاجتماعية المختلفة، ولا يستطيع مواساته وتخفيف صدماته سوى المرأة. مهما كان الرجل أو بلغ من العزة والطموح، فإنه يرى نفسه محتاجًا إلى المرأة، ويتذلل أمامها رغم كبريائه. ولهذا، فإن المرأة الصالحة والنقية هي القوة الوحيدة القادرة على تهيئة الأرضية لمعالجة مشكلات الرجل تدريجيًا، مما يشكل أقوى دافع للزواج من امرأة صالحة، حسنة السيرة، وجميلة الوجه.

لكن المرأة الخائنة أو الفاسدة، بما تملكه من قدرة على التحايل والخداع، قد تستغل مشكلات الرجل لتدميره أو إفشاله. فالرجل في كماله يعتمد على المرأة، والمرأة هي أساس حياته، بينما الابن هو ثمرة هذه الحياة، لا الحياة ذاتها. المرأة تكتمل بوجود الرجل، فإذا هاجمت زوجها أو أساءت إلى كرامته أمام الآخرين، فإنها تهدم دعامتها وتضرب ملاذها. ترى المرأة كمالها في ظل وجود الرجل.

من جهة أخرى، يجب اعتبار المرأة عضوًا يكمل وجود الرجل. وعليه، لا يستغني أحدهما عن الآخر. في الحياة الزوجية، ليس المرأة هي الأصل، ولا الرجل، ولا الأبناء، بل الأصل هو التكامل الروحي الحقيقي بينهما، وهو ما يشكل الأسرة.

الجنس المكمل

إذا كان الرجل والمرأة رجلًا وامرأة حقيقيين، فإنهما يتناسبان ويكملان بعضهما، دون أن يكون أحدهما أصلًا والآخر فرعًا. ففي العلاقة الزوجية، الأصل هو الأسرة التي تمثل كمال الحياة.

الرجل والمرأة يكملان بعضهما، ولهذا يُستخدم مصطلح “الزوجية” للدلالة على التوافق والتكامل المتبادل. فالزوجان اللذان يكملان بعضهما لا يشعران بنقص أو عجز في وجود الآخر. مثل هؤلاء الأزواج، لشعورهم بالكمال والنشاط والإشباع، لا يرون سوى بعضهما، ويتمتعون بقلب وعين مكتفيين بصحة أجسادهم، وجمالها، وطيبة سلوكهم، ونقاء حبهم، وفرحة القرب الروحي الذي يصلون إليه عبر هذا الارتباط المقدس بالله. هذا هو جوهر وسعادة الأسرة الجنة.

التسامح الكريم والسلطة الرجولية

الرجل والمرأة بشر يعتريهما الخطأ، وإذا وقع خطأ من أحدهما، فإنهما يتعاملان مع بعضهما بتسامح وكرم وتغاضٍ.

المرأة، رغم تحفظها الشديد وكونها أقرب الناس إلى زوجها، قد تكشف عيوبه ونقاط ضعفه أمامه عند أقل نزاع. لذا، يجب على الرجل أن يوزع مرونته وتوافقه على أسرته، وأن يتحلى بلين في القول، ويتجنب الشدة والحدة في حديثه. ولكي يزرع الأمل، والقوة، والبهجة، والسرور في الأسرة، عليه أن يتحمل بشهامة المشكلات الضارة، ولا يشكو منها لزوجته حتى لا يحزنها أو يقلقها.

علاوة على ذلك، يجب ألا يتصرف الرجل بطريقة تحفز عواطف المرأة الأنثوية بشكل يدفعها إلى خداعه أو محاولة السيطرة عليه، مما يضعف سلطته. فإذا عجز الرجل عن فرض سلطته وإدارة شؤون الأسرة الكبرى بقوة، فإن الجميع سيطمعون في الهيمنة والأنانية، مما يفكك وحدة الأسرة الروحية ويهدم أساسها. فكل فرد في الأسرة يطالب بشيء يوميًا، وإذا لم يتمكن الرجل من إقناعهم بحكمة وسلطة ضمن الإمكانيات المالية المحدودة، فإنهم يصبحون جشعين ومطالبين، وتتغلغل عادة الطمع فيهم. مثل هذه الأسرة، حتى لو كان أفرادها مجتمعين، تعاني من التفكك العاطفي وتتعرض لاضطرابات نفسية.

تعليم المهارات الجنسية

في مجال تعليم المهارات الجنسية، لا ينبغي الوقوع في فخ الحياء المبالغ فيه الذي يغرق في مستنقع الجهل، ولا التذرع بالحياء لتجنب اكتساب المعرفة والمهارات المتعلقة بالنشاط الجنسي الصحي. كما لا يجوز التذرع بالتعليم لنشر الفجور، فذلك ضلال محض. فإن فخ العلاقات الجنسية الفوضوية نصبه الكارتلات الاقتصادية لتحقيق أرباح أكبر، محولة النكاح والحب إلى تجارة جنسية وبغاء ومرض الانحلال.

الشبق والنشاط الجنسي هما المستوى الأدنى من الحب. فإذا ظهر الحب بصورة مادية دنيوية، تجلى في صورة الشبق. وقد يظل الشبق والنشاط الجنسي دون ارتقاء إلى الحب. فالزوجان اللذان يفترقان بعد الإشباع الجسدي ويصبحان غرباء، دون استمرار في العناق والقبلات والضحك والمتعة والمغازلة، هما في حالة شبق خالٍ من الحب، وهذا هو الهوس الجشع. أما العاشق، فحتى بعد الإشباع، يحتضن الآخر ويواصل القبلات، ويظل سعيدًا ومكتفيًا.

الشبق بلا حب لا يحقق الإشباع الكامل، فيظل الفرد يبحث عن المتعة دون أن يجد ما يهدئه أو يمنحه السكينة.

صراط العفة

العفة مبدأ أساسي في العناية بالذات. فاللباس والزواج وسيلتان لإيجاد العفة وحفظها وتعزيزها. وحفظ الرجولة والأنوثة والجنسانية يعتمد على مراعاة العفة. للعفة مركزان حساسان في الإنسان: العقل والقلب. فالعقل يحتاج إلى الفكر والمعرفة، والقلب يحتاج إلى الحب. إذا أصيب هذان المركزان بالإفراط أو التفريط، ووقع العقل في الجهل، أو أصيب القلب بالجمود أو التلوث، فإن ذلك يولد “الحساسية تجاه الجنسانية”، مما يسلب الفرد توازنه وصحته، أي حريته وقدرته على ضبط النفس. فالتزمت عند الرجال، والانعزالية عند النساء، وعدم مراعاة حدود المحرمية، والمبالغة في التستر بإخفاء ما لا يحرم إظهاره، كلها عوامل تثير الحساسية تجاه الجنسانية في المجتمع، وتؤدي إلى الإفراط أو التفريط في التعامل مع الجنس الآخر.

لتحقيق التوازن والحرية الفطرية، يجب توسيع المواهب، ورفع مستوى الوعي، وتقليل القيود غير العلمية والمزاجية، حتى يصل المجتمع إلى مرحلة يتصرف فيها وفق العلم والإرادة. وللوصول إلى هذه النضج، يجب التخلص من القيود غير العلمية والتقاليد الخاطئة، ومنح المجتمع حرية طبيعية.

كما أقر الإسلام زواج ونكاح كل أمة، فقد اعتبر اللباس الشعبي والعرفي معتبرًا. ويجب على الأسرة أن تسعى أولًا لجعل أفرادها الذين يرتدون ملابس غير لائقة متعففين، فالعفة هي التي تدفع الفرد إلى اختيار اللباس المناسب.

النكاح والزواج هما أعظم عوامل العفة للأفراد وتطهير المجتمع. لكن النكاح الذي يحقق العفة هو الذي تم تهيئة شروطه بعناية، ولم تلوثه التقاليد الخاطئة، أو الأعراف الفاسدة، أو التفسيرات الدينية المنحرفة، أو الأهواء الشخصية. وإلا، فإن الزواج نفسه قد يؤدي إلى انحرافات أكبر. فإذا تم تنظيم طريق العفة والكفاية والتناسب بشكل صحيح، فإنه يسهل مسار العفة ويزيل العقد والحسرات.

الزواج يتطلب صحة الجسد، والعمر المناسب، والعمل والدخل الكافي، والسكن المريح، والتوافق العاطفي، والارتباط العاشق، وتسهيل الارتباط بالشريك المحبوب والمناسب والمتاح. فالزواج ليس مجرد علاقة جسدية أو التمتع بجمال الأجساد، بل قيمته في مضمونه العميق الذي يتمثل في الوحدة بين روحين متشابهين، والارتباط العاشق الوفي بينهما. والعلاقة الجنسية الصحية المفعمة بالحب والإشباع يمكن أن تعزز الإيمان بالله.

التوافق العاطفي

لإيجاد الشريك المتوافق، فإن الأداة الأساسية هي النظرة الأولى والرؤية الابتدائية. ففي النظرة الأولى إلى شخص، يمتلك القلب القدرة على استشفاف باطنه، وإصدار حكم بشأن مدى توافقه وملاءمته، مع إبراز الإعجاب أو النفور منه. وفي سياق الكشف والحدس، فإن الرؤية الأولى ذات أهمية كبرى، لأن العقل السطحي لم يتدخل بعد ليلوث هذه الرؤية أو يضعفها. وبالثقة في هذه النظرة، يمكن بناء أسرة وحياة زوجية ناجحة وصادقة. والمقصود بالرؤية هو المشاهدة في اليقظة. للرؤية درجات، فالدرجة الابتدائية هي رؤية العقل النوراني العالي الذي يخضع للقلب، والدرجة الأعلى هي “الرؤية الشهودية” التي تتجلى فيها خارجيًا ما تمت رؤيته بالعقل النوراني.

المعيار الأساسي لصحة التشابهات الباطنية والتوافق الحقيقي هو “النظرة الأولى للعين”. من قدرات العين الخفية قدرتها على إصدار الأحكام الصحيحة في النظرة الأولى. فما يترسب في نفس الرائي من خلال هذه النظرة هو أحكام خالية من الزيف تجاه المرئي. ويجب استغلال هذه القدرة الفريدة للعين في اختيار الأصدقاء، والرفاق، وخاصة في التوافق العاطفي وإيجاد الشريك المناسب للزواج. فالتفاهم العلمي لا يتحقق بسهولة، ويتطلب أولًا توافقًا في الطباع الباطنية والحالات النفسية، ثم تناسبًا في الأجساد والخصائص الجسدية. والتوافق في الطباع الباطنية يتحقق من خلال معيار النظرة الأولى وحكم الرؤية الأولية.

الرؤية والبصر من القضايا النفسية المهمة

الرؤية والبصر من القضايا النفسية المهمة. فالعين، خاصة في النظرة الأولى، تكاد لا تخطئ في تقييم الآخرين. ويجب الانتباه إلى ما يترسب في العقل والقلب من هذه النظرة. فعلى سبيل المثال، إذا أوحت النظرة بالدنيا، فهذا يدل على أن الشخص ليس خاليًا من العيوب، أما إذا أثارت الحب والمودة، فقد يكون الشخص ذا قلب نقي. وإذا كان الشخص آثمًا، فإن العين تميل إلى الظلام، وتستقبل معلومات وتحليلات خاطئة، مما يقود إلى الجهل. النظرة الأولى قد تستحضر في العقل معاني القوة، والظلم، والدهاء، والخداع، والمودة، والحب، والنقاء، أو البساطة. والأطفال، مثل من لم تلوث عيناه بالظلام، يمتلكون عقولًا نقية، ويدركون بسرعة اختلاف شخص عن آخر. فمن خلال النظرة الأولى يمكن الوصول إلى معرفة صحيحة بالآخرين، لكن الكلام ليس موثوقًا بنفس القدر. ففي الزواج، يُسمح للفتاة والفتى برؤية بعضهما، ولا يُعطى للحوار والكلام نفس الأهمية. فالشريك المناسب يُعرف بالعين. ومع أن العين قد تخطئ، فإن أهمية حكمها تكمن في أن العيون لا تستطيع الكذب. اللسان قد يخطئ ويكذب، والأذن قد تسمع كذبًا ولا تستطيع بسهولة تمييز الحق من الباطل، لكن العين هي معيار كشف صدق وكذب البشر.

إن الرؤى تؤثر في الإنسان، فتغير حاله إلى السرور أو الحزن، خاصة أن العيون تميل إلى التجوال والتشتت والنظر إلى كل شيء. فالنظر إلى القرآن الكريم، والعالم، والخضرة، والماء الجاري يجعل النفس والباطن نشيطين، لينين، متدفقين، منغمسين في المعرفة والنقاء.

إن التواصل البصري الطويل المصحوب بابتسامة يمكن أن يولد جاذبية كافية لإثارة الحب. فالشخص الذي يحب الآخر يركز على وجهه، ولا يرفع عينيه عنه، وتتسع حدقة عين العاشق في بيئة طبيعية دون تأثير عوامل مثل الإضاءة الخافتة. أما من ينجذب إلى الآخر جنسيًا فقط، فإنه ينظر إلى أعضاء جسده المختلفة. فالذين يركزون على وجه الآخر يمكن أن يحبوه حبًا عاطفيًا، بينما النظر إلى أعضاء الجسد يدل على الرغبة الجنسية والهوى.

يُغذى الجسد والباطن عبر العين. وعليه، فإن أعظم نظافة العين هي حمايتها من رؤية الحرام، ووجوه الأشخاص الفاسدين والآثمين، وتوجيهها نحو العلم والمعرفة، مثل النص القرآني المقدس، ووجوه العلماء الحقيقيين والقدسيين، والنظر إلى الماء، والخضرة، ووجه الزوج الجميل اللطيف، مما يؤدي إلى إنارة الروح وصفاء الباطن.

إن النظر المطول إلى أشخاص لا يملكون باطنًا صالحًا يدمر باطن الإنسان، وينقل فسادهم إليه عبر العين، كما تنتقل رطوبة الماء إلى الأشياء المجاورة حتى لو كانت في أوعية محكمة. فتجنب مصاحبة الأشرار والنظر إلى وجوههم نعمة وسعادة.

إن طبيعة الإنسان وفطرته وتربيته تقتضي أنه إذا سمع كلامًا، فإنه ينظر إلى المتكلم، ويعرف هويته، ويدرك مع من يتعامل. وبعد هذا التعريف، يمكن أن يكون الكلام مؤثرًا وفعالًا في المخاطب.

الحضور الاجتماعي للمرأة

إذا بقيت المرأة محافظة على أنوثتها، فإنها تحب البيت أولًا. تسعى لحفظ حرمة الأسرة وكسب محبة الزوج من خلال صيانة شرف البيت وإدارته، وتتولى الأعمال المتعلقة بالنساء والمتناسبة مع خصائصها الأنثوية، مع مراعاة المبدأ الأساسي الذي يقضي بأن المرأة بيتية أولًا ثم اجتماعية، بينما الرجل اجتماعي أولًا ثم بيتي. فهي لا تقبل بمهام أو مسؤوليات ذكورية، لأن وعيها الباطني ونظام حمايتها الذاتي يدركان أن هذا هو السبيل لحفظ أنوثتها.

في توزيع الأعمال والواجبات داخل الأسرة، أول ما يشغل المرأة هو الحفاظ على هويتها الأنثوية وجنسانيتها وحسن إدارة شؤون الزوج، وهي تقدم هذا على كل شيء. فحضور المرأة في المجتمع يتماشى مع خلقتها وطباعها وفق هذا النظام.

شخصية المرأة تجعلها بيتية أولًا ثم اجتماعية، بينما الرجل اجتماعي أولًا ثم بيتي. فإذا تخلى أحدهما عن دوره الأساسي، الذي يشكل مركز ثقله، فإنه يتعرض لاضطرابات نفسية، لأنه يمارس عملًا لا يتفق مع فطرته، مما يجعل تحركه قسريًا ومرهقًا، فيؤدي إلى استنزاف إنسانيته وإرهاقه.

وعلى أي حال، فإن المرأة تتولى إدارة الشؤون الداخلية للبيت بشكل أساسي، وليس للرجل الحق في التدخل في هذا المجال بالسيطرة.

الإنجاب

يجب أن يكون الإنجاب متناسبًا. وقد تناولت قضايا الأسرة في القسم الرابع من المجلد الثاني من كتاب “الإدارة والسياسة الإلهية”.

إن العقم يضعف أعصاب الزوجين، ويسلبهما الشعور بالقوة والثبات والصبر وقدرة التحمل. وقد أكدت دراسات علم النفس الأسري تأثير الإنجاب على الصحة النفسية والعلاقات الأسرية.

تربية الطفل

أساس تربية الطفل يقوم على الرحمة والمحبة واللين والتواضع. فإذا كان الطفل متمردًا أو مضطربًا، لا ينبغي التعامل معه بالعنف أو رفع الصوت، بل يجب نقل القيم الصحيحة إليه ولو بالتواضع أو البكاء.

إن أساليب المحبة، واللطف، والصداقة، والألفة، والمصارحة، وأحيانًا البكاء الواعي، هي وسائل فعالة لتأديب الطفل وإعادته إلى الطريق الصحيح بأكثر الطرق تأثيرًا. وقد أكدت دراسات علم النفس الطفولي والدراسات الإسلامية فعالية الأساليب التربوية غير المباشرة القائمة على المحبة.

تنشط مواهب الطفل من خلال النوم، والتغذية، واللعب. لذا يجب أن يتمتع الطفل بنظافة النوم، وتغذية جيدة وصحية ومتنوعة، وألعاب يحبها.

الموعظة والنصيحة

إن الوعظ والنصيحة التي تفتقر إلى البلاغة والحجة غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية، فبدلًا من الهداية، تثير العناد والتمرد والسلوك المعاكس.

يجب أن تكون التربية في إطار رمزي، غير مباشر، واختياري تمامًا، وبأسلوب ممتع. ويجب أن تكون الرعاية غير ملحوظة، بحيث لا ينتبه إليها الفرد، وإلا فقد تؤدي إلى نتائج معاكسة للهدف التربوي. ومن أمثلة الإرشاد غير المباشر في القرآن الكريم الآية الشريفة:

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 9-10]

أي أن من زكى نفسه نال الفلاح، ومن أفسدها خسر. فالقرآن الكريم لا يتحدث عن الكفر أو الظلم أو الضلال مباشرة، بل يتحدث بأدب رفيع عن رستگاري المؤمنين وخسارة الضالين وندمهم بكل كرامة.

يتميز القرآن الكريم في إرشاده وهدايته للناس بأسلوب إيجابي. فعلى سبيل المثال، يتم التركيز على المعروف، أي الأعمال الصالحة والقيم النبيلة، مما يعزز السلوك الإيجابي ويحفز الفرد على تحسين نفسه دون إثارة مشاعر العداء أو الرفض.

آیا این نوشته برایتان مفید بود؟

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

منو جستجو پیام روز: آهنگ تصویر غزل تازه‌ها
منو
مفهوم غفلت و بازتعریف آن غفلت، به مثابه پرده‌ای تاریک بر قلب و ذهن انسان، ریشه اصلی کاستی‌های اوست. برخلاف تعریف سنتی که غفلت را به ترک عبادت یا گناه محدود می‌کند، غفلت در معنای اصیل خود، بی‌توجهی به اقتدار الهی و عظمت عالم است. این غفلت، همانند سایه‌ای سنگین، انسان را از درک حقایق غیبی و معرفت الهی محروم می‌سازد.

آهنگ فعلی

آرشیو آهنگ‌ها

آرشیو خالی است.

تصویر فعلی

تصویر فعلی

آرشیو تصاویر

آرشیو خالی است.

غزل

فوتر بهینه‌شده