در حال بارگذاری ...
Sadegh Khademi - Optimized Header
Sadegh Khademi

الوعي النوري الحقيقي والتحويلي

الوعي النوري الحقيقي والتحويلي (تابع)

شواهد روائية للوعي النوري

لقد تناولت روايات عديدة مسألة الخلق، والوعي، والعلم النوري. والخلق، في هذا السياق، هو تقدير ونزول علمي.[1] والنور هو الظهور والإعلان العلمي في حضرة ما قبل الناسوت، وقبل الظهور بالكالبد المادي، أي الظهور العلمي في قوس النزول والتحويل.[2] إن قوس النزول هو قوس علمي بالأساس.

الخلق النوري هو نقطة انطلاق الوعي النوري والحضور العلمي في إحدى الحضرات قبل الناسوت، وصولاً إلى مقام الذات الإلهية. وهذا الظهور الأخير يتمتع بإرادة تكوينية، وموهبة إلهية، ومحبوبية، وهو مشابه لنظام الوحي الإلهي في بنيته.[3]

يمكن اعتبار بعض الروايات التي تتحدث عن الظهور الظلي تبيانًا مجملًا للوعي والعلم الحضوري والشهود النوري في العوالم ما قبل الناسوتية، وفي العوالم الربوبية، وقبل الخلق، مثل الأعيان الثابتة. وفي رواية عن جابر بن يزيد، قال: قال أبو جعفر (ع): «يا جابر، إن الله أول ما خلق، خلق محمدًا (ص) وعترته الهداة المهتدين، فكانوا أشباح نور بين يدي الله». قلت: وما الأشباح؟ قال: «ظل النور، أبدان نورانية بلا أرواح، وكان مؤيدًا بروح واحدة وهي روح القدس، فبه كان يعبد الله وعترته، ولذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء، يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل، ويصلون الصلوات ويحجون ويصومون».[cite: 41]

المؤكد أن تعابير «أشباح نور»، «ظل النور»، و«أبدان نورانية» تشير إلى التعيّن العلمي للإنسان الإلهي النوري في العوالم الربوبية وتعيّنات مقام الذات. وهذه الرؤية في تلك العوالم تكون بتعيّن علمي، والإضافات في الرواية بيانية.[4] هذا المنظر العلمي هو مظهر كامل لنور الحق تعالى، وبما أنه منظر علمي، فهو غير مستقل ويتمتع بوجه وجهة منه.

روح القدس هو عقل مقرب يمكن بمساندته الوصول إلى العوالم ما فوق الناسوتية والشهود. وهو من الأرواح التي ترافق الظواهر العالية. فعلى سبيل المثال، كان روح القدس مع السيد المسيح (ع) منذ ولادته، مما منحه قدرة الكلام وحماه من الأعداء، لكن لا دليل يؤكد أن موسى (ع) كان مدعومًا بمثل هذا الروح.[cite: 43]

ظاهرة اقتدار روح القدس تكون مدبرة، موكلة، حامية، مرافقة، معلمة، ومربية للظواهر العالية. وهذه الظاهرة المعنوية والروح الطيبة العالية والصافية هي من رفقاء الأولياء المحبوبين والمخلصين ومعينة لهم.[5] ومقام الخاتمية (ص) وغيرهم من أهل البيت (ع) أعلى من روح القدس، حيث إن روح القدس بخدمتهم بقوته الروحية. وهذه الظاهرة الروحية، بفضل طهارتها، صفائها الروحي، عشقها، وحدتها، وقداستها المعنوية، تُسمى بهذا الاسم، ومثل جبرائيل وغيره من الظواهر الروحية، تتمتع بحركة وجودية-ظهورية وفعل انتشاري.[cite: 44]

العبادات المذكورة في الرواية هي عبادة تكوينية حبية، وليست تشريعية إرادية. وجميع الروايات التكوينية تتحدث عن طريقة الظهور والتعيّن، ولا علاقة لها بالتشريع الخاص بحضرة الناسوت.[cite: 45]

وفي رواية أخرى، قال المفضل: «قلت لأبي عبد الله (ع): كيف كنتم حيث كنتم في الأظلة؟ فقال: يا مفضل، كنا عند ربنا، ليس عنده أحد غيرنا في ظلة خضراء، نسبحه ونقدسه ونهلله ونمجده، وما من ملك مقرب ولا ذي روح غيرنا، حتى بدا له في خلق الأشياء، فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم، ثم أنهى علم ذلك إلينا».[cite: 46]

تعبير «ظلة خضراء» قد يعبر عن شدة ظهور الذات المطلقة للحق تعالى في منظر وتعيّن علمي، حيث إن شدة ظهور نوره تُغطى بالظلمة، وكلما تحدد نور تعيّنه، يميل إلى البياض ويصبح أخضر.[6] وعبارة «ليس عنده أحد غيرنا» تشير إلى تقدم المنظر المطلق طوليًا على المنظر المقيد، وهي خالية من نفي الزمانية.[7] و«ثم أنهى علم ذلك إلينا» تشير إلى الرؤية، والشهود، والحضور العلمي ما قبل الناسوتي، وهو نفس المقام الذي ورد عن الإمام الصادق (ع) بشأن مستوى الشهود والوعي، حيث يحيط بكل الظواهر.[cite: 47]

عن علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن يونس عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: «إني لأعلم ما في السماء وأعلم ما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وأعلم ما يكون، علمت ذلك من كتاب الله، إن الله تعالى يقول فيه: تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ».[cite: 48]

عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: «إن الله خلق الخلق، فخلق ما أحب مما أحب، وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما أبغض مما أبغض، وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الأظلال». قلت: وأي شيء الأظلال؟ قال: «ألم تر إلى ظلك في الشمس، شيء وليس بشيء، ثم بعث الله فيهم النبيين يدعونهم إلى الإقرار بالله، وهو قوله: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾، ثم دعاهم إلى الإقرار بالنبيين، فأقر بعضهم وأنكر بعضهم، ثم دعاهم إلى ولايتنا، فأقر بها والله من أحب وأنكرها من أبغض، وهو قوله: ﴿فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ﴾، ثم قال أبو جعفر (ع): كان التكذيب ثمة».[cite: 49]

المؤكد من هذه الروايات، التي تتحدث عن الظهور الظلي لأهل البيت (ع)، يشير إلى الظهور العلمي ما قبل الناسوتي الذي يظهر بوعي وعناية الحق. وبالطبع، هم يمتلكون القدرة على المنظر، والشهود، والوصول الأحدي، وإثبات شيء لا ينفي ما عداه.[cite: 50]

الخلق في مثل هذه الروايات لا يعني الحدوث، بل النزول والتحويل بمعنى الوعي والعلم، حيث الحدوث الخلقي والناسوتي من مراتبه.[8] والحدوث في المراتب الحقية، إن ورد، لا يشبه الحدوث الناسوتي، والمقصود به التعيّن والظهور الربوبي في السير النازل والعلمي.[cite: 51]

في الرواية الأخيرة، الطينة المينائية قد تشير إلى ظهور الأسماء النورية والوعي المسانخ.[9] والسرشت الناري يشير إلى ظهور الأسماء النارية والجلالية للحق تعالى.[10] و«ما أحب» قد يشير إلى الأسماء الذاتية.[cite: 52]

مع رفض جهاز الماهية الفلسفية، فإن تفسير الأعيان الثابتة بالماهيات وحد كل ظاهرة غير صحيح.[11] لا يوجد منظر أو ظهور متساوٍ في طرفي الوجود والعدم، وكل الظهورات هي فعل الحق تعالى، وبلحاظ الظاهر والباطن، كلها متمتعة بكامل الفعلية، أزلية، أبدية، وسرمدية.[cite: 53]

[1] يُشير مصطلح الخلق هنا إلى التقدير العلمي وليس الحدوث الزماني، كما يوضح ابن عربي في “فصوص الحكم” (فص آدم).

[2] النور كظهور علمي يُناقش في أعمال ملاصدرا، خاصة في “المبدأ والمعاد” (القسم الأول، الفصل الثالث).

[3] انظر إلى مفهوم المحبوبية في نهج البلاغة، الخطبة 94، حيث يُشار إلى الإنسان الكامل كمحبوب الله.

[4] التعيّن العلمي يُناقش في سياق الأعيان الثابتة عند ابن عربي في “الفتوحات المكية” (الباب الثاني).

[5] للاطلاع على دور الأرواح المعنوية، انظر إلى تفسير الإمام الصادق (ع) لآيات الوحي في “الكافي” (كتاب الحجة).

[6] الظلة الخضراء تُفسر في التراث الصوفي كرمز للحضرة الإلهية، انظر إلى شرح ابن عربي في “الفتوحات المكية”.

[7] التقدم الطولي يُناقش في فلسفة ملاصدرا، خاصة في “الأسفار الأربعة” (السفر الأول).

[8] لفهم الحدوث الحقي، انظر إلى تعليقات ملاصدرا على الحدوث في “المبدأ والمعاد”.

[9] الطينة المينائية تُشير إلى الأسماء الكمالية، كما يوضح الإمام الباقر (ع) في “الكافي”.

[10] الأسماء الجلالية تُناقش في سياق التجليات الإلهية عند ابن عربي في “فصوص الحكم” (فص موسى).

[11] رفض الماهية الفلسفية يتماشى مع نقد ملاصدرا للفلسفة المشائية في “الأسفار الأربعة”.

آیا این نوشته برایتان مفید بود؟

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

منو جستجو پیام روز: آهنگ تصویر غزل تازه‌ها
منو
مفهوم غفلت و بازتعریف آن غفلت، به مثابه پرده‌ای تاریک بر قلب و ذهن انسان، ریشه اصلی کاستی‌های اوست. برخلاف تعریف سنتی که غفلت را به ترک عبادت یا گناه محدود می‌کند، غفلت در معنای اصیل خود، بی‌توجهی به اقتدار الهی و عظمت عالم است. این غفلت، همانند سایه‌ای سنگین، انسان را از درک حقایق غیبی و معرفت الهی محروم می‌سازد.

آهنگ فعلی

آرشیو آهنگ‌ها

آرشیو خالی است.

تصویر فعلی

تصویر فعلی

آرشیو تصاویر

آرشیو خالی است.

غزل

فوتر بهینه‌شده